كشتة أنانية

كان هذا فعلًا خالصًا لنفسي، برغبة خالصة دون أي ضغط. هل هذي أنانية؟ ممكن، لكنها بظني في الحد المعقول حتى الآن.

الساعة الآن 1:22 ظهرًا، توقيت بدئي لكتابة هذي التدوينة. أكتبها في مقهى من مقاهي الحي. المقهى فاضي نوعًا ما على غير العادة، يبدو إجازة الطلاب بدأت فعلًا وبدأ نومهم يخرب.

دفعني للكتابة الآن شعور يضغطني من أيام، تحديدًا من بعد يوم الجمعة، بعد الكشتة اللي طلعتها مع الأصحاب: متى الكشتة الثانية؟ هل فيه كشتة ثانية أصلًا؟ لدرجة هممت أوجه سيارتي للعمارية الآن وأترك المهام والاجتماعات المجدولة وأعتذر عنها جميعها، لأجل كوب شاي أسويه لنفسي.

كشتة سابقة
كشتة سابقة

لهذه الطلعة الأسبوعية المكررة تقريبًا لشهر ونصف، مع عدة أصحاب مختلفين، مكانة في صدري وعقلي. ما أذكر متى كانت آخر مرة جربت فيها نشاط ترفيهي له هذا الوقع الآسر.

أتعمد فيها تجهيز كل شيء، الحطب، الشاي وعدّته، الفرشة، الحليب والزنجبيل. كل شيء قدر المستطاع. تسهيلًا عليّ وعلى الرفاق معي وحتى ما يشيلون هم القروشة.

ما أبالغ لو قلت بأن اللحظة اللي أنشغل فيها بتجهيز الشاي والشبّة هي أكثر لحظات الصفاء الذهني طوال الأسبوع، بدون مشتتات، وبدون بال مشغول بمهمة أو أحد. لحظة التجرد من كل الأشياء المطلوبة مني، والتفرغ لمطلوبٍ واحد، أنا طالبه، مب أي أحد ثاني. يا لطيف، للتو أستوعب مربط التعلق بهذي الكشتة: فعل خالص لنفسي، برغبة خالصة دون أي ضغط، أتعنى لها رغبةً، لا للعائلة أو العمل أو حتى الأصدقاء. هل هذي أنانية؟ ممكن، لكنها بظني في الحد المعقول حتى الآن.

وأنا أكتب استوعبت -ويبدو هذه فائدة من فوائد تفريغ عقلك بكتابةً- إن الشعور الضاغط جاء مدفوعًا بالأسبوع الصاخب الجاي: ارتباط ترفيهي لمدة 3 أيام بالعمل، ثم رحلة عمل محتملة قد تأكل الويكند علي، تأكل علي كشتتي، لهذا كنت بسحب على كل شيء وأعوض نفسي بكشتة نهارية سريعة بكوب شاي لذيذ -ضبطته مؤخرًا لول-.

الساعة الآن 1:51 ظهرًا، وبقي على الاجتماع 9 دقائق. بجدول التدوينة لتصل الساعة 1 ليلًا. ولعلي المرة الجاية أشرح السبب وراء اختياري لهذي الساعات الغريبة للنشر.

ختامًا:

بيني وبين علي بوصالح، رئيس التقنية في ثمانية تحدي نشر أسبوعي لمدة سنة. هذا تبريري لنفسي لو نشرت أي سالفة بايخة غير مقتنع بها مستقبلًا.

نشرة علي، لو فوّت أسبوع فأنا الفائز، لو أحد فاضي كفاية يراقب علي ويترصد له يعلمني بالله. وأتمنى ما نقارن محتوى بعض، لأن ندري الكفة بتميل لمن.

كلام ساكت
كلام ساكت