ما أنصحك، بس ليش ما تكلم نفسك اللي بعد 10 سنوات؟

أذكر ذكرى ضبابية عائمة عن محاولتي وتفكيري بإرسال رسالة لنفسي بعد عشر سنوات، المفروض تصلني في 2026

By Toni Demuro
By Toni Demuro

هل ودك تقابل نفسك المستقبلية؟ طيب نفسك الماضية؟ قد فكرت أيش ودك تقول لنفسك؟ الفكرة لافتة نظريًّا، لكنها فعليًّا مزعجة.

اليوم كعادتي في تصفح تويتر، صادفت تغريدة لشخص يذكر «وصول رسالة له من نفسه في الماضي»، دون الحاجة للسفر عبر الزمن لول. وكان يقصد موقع FutureMe**.

فكرة الموقع: «ودك ترسل رسالة لنفسك المستقبلية؟ اكتب اللي ودك، حدد تاريخ الاستلام اللي يناسبك ولو بعد سنين» عجيب! أو على الأقل هذي كانت ردة فعلي في 2016 *انبهار*

أذكر إني استعملته حينها، وأقتّ الرسالة بعد شهر، ورسالة ثانية بعد سنة، ولا أدري لو ما زالت موجودة في بريدي. نبشت يمين يسار، بشوي كلمات مفتاحية وصلت لها، قرأتها وكلي استياء، حذفتها مباشرة. وتأكدت من حذفها من سلة المهملات.

خلوني أشرح لكم السمة العامة عن طبيعة كتابتي لنفسي حينها:

— توبيخ.

— تكرار علامات الاستفهام والتعجب لزيادة اللغة التوبيخية.

— تكرار الحروف في الكلمة لتأنيب الضمير وزيادة التقريع.

— تهكم على النفس في حال ما سويت اللي وعدت نننفففسسسسكككك فيه يا أييييمممننن!!!!!

اللي دفعني لحذفها بعد قراءة واحدة هو الذكريات.

كانت الرسالة تحمل ذكريات لا بالسيئة ولا بالجيدة، وكونها ذكريات بحد ذاتها تؤرقني، فيها قدر من الخيبات والفشل في تحقيق أهداف تجاوزت الثمان سنين. ويكفي الإنسان الفشلات والخيبات الصغيرة اليومية.

تدرون وش المقلق؟ أذكر ذكرى ضبابية عائمة عن محاولتي وتفكيري بإرسال رسالة لنفسي بعد عشر سنوات، المفروض تصلني في 2026. أتمنى إنها كانت مجرد فكرة وإني ما نفذتها، لأن ما ودي بالإحباط يصلني فجأة وأنا جالس مع زوجتي وطفلي، إحباطات أيمن اللي عمره 21 سنة بلغته الصبيانية المستفزة وأهدافه غير المحققة حتى اللحظة.


** صاحب النشرة شخص يتشتت سريعًا ويكره وضع روابط تشعبية (hyperlinks) في وسط أي نص مقروء، لذا تصالح مع الموضوع عزيزي القارئ وابحث بنفسك.

*** ما أعرف كيف أقولها بدون ما أبدو كريه، لكن هذه النشرة شخصية بريدية، أفضّل الحفاظ عليها وعلى تفاعلها في البريد، وأي تفاعل خارجها غالبًا بسحب عليه، ولو نشرته في وسائل التواصل.

كلام ساكت
كلام ساكت